أمير الماء: محمد الفيصل

مايكل كريستوفر لو

من البديهي أن تاريخ المملكة العربية السعودية في القرن العشرين هو مرادف للنفط. وبينما يُنظَر إلى أنابيب النفط والغاز بوصفها شريان الحياة للبِنْية التحتية للمملكة التي شهدت نموًّا متسارعًا، فإن هناك مجموعة أخرى من الأنابيب ومحطات المعالجة ظلّت شبهَ مُغفَلٍ عنها لدى المؤرخين، وهي محطات تحلية المياه. وعلى الرغم من هذا الغياب الظاهري، فقد صارت المملكة العربية السعودية دولةً رائدةً في مجال تحلية المياه؛ أي أنها دولة تعتمد على المياه الـمُحَلّاة، لا مجرد دولة تعتمد على النفط فحسب، ويرى هذا المقال أننا في حاجة أيضًا إلى النظر إلى المملكة بوصفها قوةً عظمى في مجال تحلية المياه أو مملكة المياه المالحة. 

إذا كان بإمكان سيرة حياة رجل واحد أن تُفَسِّر هذه السِّمَةَ غيرَ المدروسةِ للدولة والمجتمع السعودييْنِ، فلا بد أن تُذكَر من خلال القصة الأسطورية لـ «أمير الماء»؛ الأمير محمد الفيصل، رائد تقنيات تحلية المياه ومهندس المؤسسة السعودية لتحلية المياه المالحة. وبينما كثيرون لا يتذكرونه إلا لِخُطَطهِ في السبعينيات لجلب الجبال الجليدية من القارة القطبية الجنوبية لتوفير المياه العذبة للمملكة العربية السعودية، فإن هذا المقال يرى أنه يجب إعادة تقييم إرثه للاعتراف بدوره المحوري كرائد تحلية المياه في المملكة العربية السعودية.