محاضرة: الحالة الإنسانية في اليمن - من الإغاثة إلى التنمية وإعادة الإعمار

التاريخ: 2019-03-06

محاضرة عامة | | 2019-03-06

بحضور عدد كبير من الباحثين والدبلوماسيين والسياسيين، عقد مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، محاضرة بعنوان: «الحالة الإنسانية في اليمن: من الإغاثة إلى التنمية وإعادة الإعمار»، وذلك مساء الأربعاء 29 جمادى الآخرة 1440هـ/ 6 مارس 2019م في الرياض، قدّمها السفير محمد آل جابر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن والمشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، أدارها أمين عام مركز الملك فيصل د. سعود السرحان.

وفي بداية المحاضرة تحدث السفير محمد آل جابر عن العلاقات التاريخية والسياسية بين السعودية اليمنية، وعن روابط الأخوة والعلاقات التاريخية القوية التي تربطهما معاً قيادةً وشعباً، مؤكداً أن أمن المملكة وأمن اليمن هو أمن مترابط وواحد؛ لذلك تحرص القيادة السعودية على أن يبقى مستقرّاً، ولا يمكن التفريق بأي حال من الأحول بين الأمن في البلدين؛ فالأمن مشترك ومصيري، قائلاً: "الدولة الوحيدة التي نتقاسم معها المطر هي اليمن". وقال: إن السعودية هي الدولة الأكثر والأسرع دعماً لليمن، وتعمل على المشاريع التنموية في اليمن منذ عقود طويلة.

واستعرض السفير السعودي لدى اليمن خلال محاضرته، التحديات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها اليمن. ومن أبرز التحديات السياسية والأمنية: وجود الميليشيات الحوثية المدعومة عسكريّاً وسياسيّاً من إيران، إضافة إلى الخلافات الحزبية الداخلية. كما أن أبرز التحديات الاجتماعية هي وجود الميليشيات الحوثية أيضًا التي دمرت الأعراف القبلية والنسيج الاجتماعي في اليمن، وكذلك مشكلة الجغرافيا السكانية والتنمية البشرية التي انخفضت معدلاتها بسبب السياسات الحوثية السلبية والفساد السياسي والإداري الذي تقوم به في اليمن. مشيراً إلى مواجهة صعوبات كثيرة أهمها عدم وصول المساعدات بسبب الفساد الذي تقوم به الميليشيات الحوثية، وهي المشكلة التي يواجهها المانحون الدوليون العاملون في اليمن.


وأشار آل جابر إلى أن اليمن يمر بحالة إنسانية صعبة بسبب هذه الميليشيات الإرهابية؛ لذلك صار هناك تزايد في إجمالي الدعم الإنساني المطلوب. واستجابة لهذه الحالة أسست السعودية مبادرات وبرامج للمساعدات؛ مثل مركز الملك سلمان للإغاثة، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، إضافة إلى خطط العمليات الإغاثية الشاملة من أجل تحسين الوضع الإنساني الشامل، وكذلك خطة الإمارات والكويت من أجل تلافي الضرر النتاج عن تدهور الأوضاع الإنسانية بالرغم من الدعم المادي الضخم الذي تقدمه السعودية سنويّاً.

ونوه السفير إلى أن السعودية هي الأكثر والأسرع دعماً لليمن. وتُقدّم دعماً شاملاً لكل ما تتطلّبه الحالة الإنسانية من غذاء ودواء؛ من خلال حزمة الدعم الشامل التي تقدّمها لليمن، وتتمثل برفع السعة الاستيعابية للموانئ والطرق، ودعم البنك المركزي بوديعة سعودية، إضافة إلى منحة المشتقّات النفطية السعودية؛ وهي من مشاريع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، والتي ساهمت برفع ساعات عمل الخدمة الكهربائية، وخفضت سعر الدولار أمام الريال اليمني، وساهمت في تحسين الخدمات، وعززت من حال الأمن والاستقرار.

كما ذكر السفير آل جابر أن هدف تحقيق أهداف التنمية في اليمن يواجه تحديات مزمنة؛ مثل الفقر والبطالة وارتفاع فجوة الأمن الغذائي، وقصور عمل مؤسسات الدولة؛ لذلك تحرص السعودية عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن إلى المساعدة في دعم التنمية وإرساء قواعدها الرئيسة؛ حيث يسعى البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن إلى تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات، وخلق فرص العمل وبناء القدرات، وتشجيع المانحين الدوليين، وإضعاف تأثير الجماعات الإرهابية، ودعم السلام وتعزيز الأمل.

وقال السفير: إن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يركز على دعم قطاعات التعليم والعمل، ودعم المشتقات النفطية من أجل تحسين مستوى الأمن والمعيشة. ويعمل جنباً إلى جنب وعبر شراكة فاعلة مع المنظمات الإقليمية والدولية. كما أن البرنامج يعمل مع الحكومة والسلطات المحلية، ويساهم في تنمية الاقتصاد اليمني في عدة قطاعات؛ مثل: المياه والسدود، الطرق والموانئ والمطارات، المباني الحكومية، الزراعة والثروة السمكية، الصحة، التعليم والكهرباء.

كما نوه آل جابر إلى أن هناك أكثرَ من مليونَيْ يمني يعملون على أراضي المملكة؛ منهم 1.6 مليون يمني يحملون تأشيرة عمل، وهناك 82 ألف تأشيرة عمل تم إصدارها للأشقاء اليمنيين خلال 2018م. مشيراً إلى أن السعودية تستضيف الإخوة اليمنيين للعمل بالسعودية حتى نتمكن من زيادة الدعم المباشر وغير المباشر، سواء بالتبرعات أو بتوفير فرص العمل في السعودية. وتحتل السعودية المرتبة الأولى في نسبة تحويلات المغتربين اليمنيين إلى اليمن. وكشف السفير عن أن مجموع مبالغ المساعدات السعودية الإنسانية المقدمة للجمهورية اليمنية وصل إلى أكثر من 13 مليار دولار.

وأكد السفير السعودي لدى اليمن في ختام محاضرته أن السعودية درست حالة الانتقال من الحرب إلى السلام، وتعمل في جميع المراحل لتحقيق السلام، ومنها مرحلة التنمية والإعمار، ومرحلة الاستقرار وإعادة الأمل وإعداة بناء مؤسسات الدولة في اليمن، وقال: "نريد أن نساعد أطفال اليمن على سحب البنادق من أيديهم، واستبدال كتب المناهج الدراسية بها"، نعمل من أجل أن يحمل الأطفال اليمنيون الكتاب وليس السلاح. وخيارنا الأول هو السلام، وليس الحرب.