سياسة إيران الثورة تجاه إفريقيا

د. بنفشه كي نوش

بنت إيران نفوذًا تدريجيًّا في إفريقيا من خلال التبادلات الدبلوماسية، والسياسية، والأمنية والبحرية، والتجارية، والثقافية المتتابعة، وكانت سياسات إيران -تاريخيًّا تجاه القارة- مدفوعةً بمبدأ النفعية وطموحات تصدير رؤيتها الثورية للعالم. لكن، تبني إيران لسياسة محورية في إفريقيا كان أيضًا استجابة لتلبية حاجتها إلى مقاومة العقوبات والعزلة، بواسطة بناء شراكات مع الدول، والجهات الفاعلة شبه الحكومية، وغير الحكومية في القارة، فأدت سياسة إيران تجاه إفريقيا إلى اتخاذ مجموعة من السياسات البناءة وأخرى مسببة للخلاف وللانقسام. يُلقي هذا التقرير الضوء على رؤية القارة في علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية ومعرفة التحديات التي تعيق العلاقات الإيرانية الإفريقية المتينة. إنها أول دراسة شاملة تتطرق للعلاقات الثنائية بين إيران والدول الإفريقية الأربعة والخمسين والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ومبادرات السياسة الإيرانية الرئيسة في إفريقيا؛ في المجالات الدبلوماسية، والسياسية، والأمنية، والملاحية، والبحرية، والاقتصادية والثقافية. تعد الدراسة تتويجًا للبحث الذي يرتكز على مصادر أساسية في إيران، ويدعمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية كجزء من سلسلة مشروعات كبرى حول إفريقيا. يدرس التقرير مراحل متعددة من سياسة إيران تجاه إفريقيا منذ الثورة الإسلامية عام 1979م حتى الوقت الحاضر، ويقدم تفاصيل عن الأنشطة الثقافية، والدينية، والعلمية، والتكنولوجية لإيران في إفريقيا، التي تشمل المؤسسات الرئيسة، بما في ذلك مؤسسة بونياد مستضافان- Bonyad-e Mostazafan وجهادي سزاندجي- Jihad-e Sazandegi ومؤسسة دانيش بنيان- Danesh Bonyan وجمعية الهلال الأحمر الإيراني ولجنة الإمام الخميني للإغاثة، وجمعية أهل البيت العالمية وفروع جامعة المصطفى. يدرس التقرير العمليات الاقتصادية والتجارية لإيران في إفريقيا، بما في ذلك حجم التجارة والاستثمار، والخدمات المصرفية، والتأمين، والنقل، وأنشطة الموانئ. كذلك يدرس مصالح إيران الإستراتيجية ومناوراتها الجيوسياسية في إفريقيا، بما فيها مسألة الإرهاب، بإسهاب. وتقود العمليات الأمنية الرئيسة للجمهورية إستراتيجية دفاعية واقعية لإبراز القوة، وتشمل قوة بحرية لا تعرف الحدود، والمهام في المياه الزرقاء، وإستراتيجية طويلة الذراع للدفاع عن إيران من بعيد. وهناك مجموعة من الجهات الفاعلة التي تدعم هذه العمليات، منها فيلق الحرس الثوري الإسلامي، والبحرية الإيرانية، وسلاح الهندسة البحرية، والدفاع الاستباقي للجيش الإيراني، والأسطول البحري التابع للحرس الثوري الإسلامي، وفيلق القدس.