شراء كتاب معجم الأمثال العربية


<p>موسوعة مرجعية شاملة في الأمثال العربية تعكس العناية التي حظيت بها اللغة العربية وفروعها من أدب وشعر وغزارة ما تحويه من معان ومفردات لا تكاد توجد في اللغات الحيّة العالمية. هدف الكتاب الأساسي هو التنقيب عن الأمثال العربية التي عني العرب بها قديمًا وحديثًا في لغتهم، وشاع استخدامها بين الخاصة والعامة وتناقلتها الأجيال جيلًا بعد جيل كجزء من الذاكرة الجماعية للناطقين باللغة العربية والمهتمين بها حيث تعكس الأمثال مخرجات الواقع المعيش، كما يستطيع المرء من خلال استخدمها التعبير عن معان كثيرة واسعة بعبارات موجزة وقصيرة تعطي مدلولات أوسع مما تمنحه الجمل الإنشائية المركبّة. للأمثال شأن كبير في الثقافة العربية كما يؤكد المؤلف في مقدمته التمهيدية للموسوعة، واهتمام العرب بها في التعبير عن أحوالهم وشؤون حياتهم يفوق سائر الأمم، وهو الأمر الذي أكده الدارسون ومنهم المستشرق الألماني الشهير زولهايم في كتابه الأمثال العربية القديمة حيث يصرح بأن الأمثال لم تؤثر في أي شعب من الشعوب كما هو الحال عند العرب حيث زينوا بها آدابهم الغزيرة وبقيت حكمهم حيّة إلى اليوم. ارتبطت الأمثال في الغالب بحوادث تاريخية معينة، لذلك تنبع أهميتها التاريخية إلى جانب القيمة الأدبية لها حيث اعتمد عليها المؤرخون في تدوين الأحداث التي جرت في حقب معينة كما هو الحال مع الأمثال التي قيلت في حرب داحس والغبراء وغيرها، ويقرر المؤلف في تأصيله لظاهرة الأمثال واستخداماتها في الثقافة العربية أن المثل يُعدّ خلاصة لأفكار المجتمعات العربية، ونتاج تجاربهم وعنوان فصاحتهم وبلاغتهم بما تخطّه من سجل حافل للعادات والطبائع وما ترسمه من صورة صادقة للبيئة العربية ومعالم البداوة والحضارة. سبب تأليف الموسوعة على الرغم من وجود العديد من الكتب المفردة في الأمثال في التراث العربي هو قصورها من وجهة نظر المؤلف في لم شمل جميع الأمثال في مدونة واحدة، إضافة إلى صعوبة العثور على المثل الواحد حتى في الكتب المؤلفة على الحروف الهجائية لذلك أخذ الكتاب على عاتقه مهمة توثيق الأمثال العربية على مدى عشرين عامًا حتى بلغت الأمثال التي وثّقها أكثر من عشرة آلاف مثل، ورتبها تريبًا سهلًا وسلسًا يعين القارئ على التقاط المثل واستخراجه بيسر ودون جهد كبير. في مقدمة الكتاب وضع المؤلف تصوره لمفهوم المثل في الأدب العربي بعد أن تتبع تعريفاته اللغوية من المعاجم والقواميس ثم عرّفه منهجيًّا بأنه: &laquo;القول السائر الجاري على ألسنة الناس لتشبيه شيء بما سبقه من حوادث مماثلة&raquo;، فالأمثال ما هي إلا أفكار في النفوس ومعان تصورت في الأذهان، واتصلت بخواطر الناس، وجاشت بها صدورهم، وأملتها على ألسنتهم أقوالًا متخيّرة فسارت مع الزمان حكمًا وعبرًا تعكس الخبرة والموعظة بجمل مقتضبة خالية من التعقيد. وفي خضم التأصيل لظاهرة الأمثال العربية تحدث المؤلف عن نسبة الأمثال إلى قائليها مؤكدًا أنه ليس كل الأمثال معروفة النسب بل هي على الأرجح لسان الناس كافة تُتَعَهَّدُ بالتنقيح والصقل وخبرات التجربة كل حسب عاداته وطبائعه، وهي ظاهرة أممية عالمية شملت الثقافات حتى غير العربية لذلك توجد تقاطعات وأوجه شبه بين الأمثال في اللغات الأخرى كالفارسية بسبب الاتصال بين الشعوب والأمم، كما يحدد المؤلف الفرق بين المثل والحكمة والارتباط بينهما حتى أن القدماء لم يجدوا فرقًا بينهما إلا أن الفرق بينهما يكمن في ارتباط المثل بحاجة معينة شخصية اعتمادًا على واقعة تاريخية وبشكل مرتجل بينما الحكمة أقرب إلى القول الموجز الذي يكثّف معنى مستنبطًا من التفكير والتأمل الفلسفي أكثر من اعتماده على الوقائع والحوادث التاريخية، لذلك شاع من القواعد أن الأمثال تروى كما قيلت ولا تغير ألفاظها بسبب ارتباطها بالتجربة المعيشية والواقعة التاريخية أكثر من نسبتها إلى قائليها كما هو الحال مع الحكمة. في خاتمة دراسته التمهيدية للموسوعة تحدث المؤلف عن علاقة الأمثال بالقرآن الكريم، ثم بأدب العرب شعرًا وخطابة، كما تحدث عن المؤلفات التي كتبت في الأمثال في تاريخ الأدب والتي كانت المصدر الأساسي لكتابة موسوعته الشاملة التي قرر وفقًا لقرار لجنة من العلماء استبعاد بعض الأمثال الفاحشة في ألفاظها لكن الموسوعة في مجملها أسهمت في جمع نثار الأمثال في بطون الكتب والمدونات وترتيبها وشرحها في كتاب واحد عكس الجهد والشغف الكبيرين من المؤلف.</p>

109.25 ريال
0 ريال