تأثير جماعة الإخوان المسلمين في فكر حسين بدر الدين الحوثي

د. حمد بن سليمان بن عثمان التركي

تقدِّم هذه الورقة رؤية في شأن وجود علاقة تأثيرية بين الفكر الحركي عند حسين بدر الدين الحوثي، المؤسس الفعلي لجماعة أنصار الله في اليمن، وجماعات الإسلام السياسي السنية؛ وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين، التي تعدّ الجماعة الأمّ للجماعات الأصولية السياسية المعاصرة. وعلى الرغم من أن حسين بدر الدين الحوثي يُدين بالمعتقد الزيدي؛ والزيدية إحدى مدارس المذهب الشيعي، إلا أنه سعى إلى إعادة صياغة معتقداته، ليطرح منظومة فكريّة، ترتكز على أولوية العمل السياسي، مشابهة - لحد كبير - للمنظومات الفكرية المطروحة سابقًا، من قبل جماعات الإسلام السياسي السنية، خاصة في المنطلقات الفكرية، وتُماثل الخطاب الذي يسعى إلى ترسيخ صورة محددة عن الهوية الإسلامية، ونمط محدد من السلوك المجتمعي، وتطابق الرؤى في الموقف من الدولة الحديثة، ومحاولة تحقيق أهدافٍ كبيرة تتّسم بالثبات، وإن تبدّلت الأدوات والوسائل والآليات، بما يتوافق وطبيعة المرحلة، مع أيديولوجية مختلفة؛ بسبب الاختلاف في المنطلق؛ إذ إن جماعات الإسلام السياسي السنيّة تنطلق من مذهبها السني، والفهم السني للتشريعات الإسلامية، أما جماعات الإسلام السياسي الشيعية، فتنطلق من الفهم الشيعي للتشريعات الإسلامية.

وسوف تحاول هذه الورقة كشف تأثُّر حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس جماعة الحوثي في اليمن، من خلال مَلازمه، التي هي في أصلها محاضرات صوتية، كان يقدمها حسين بدر الدين الحوثي في أواخر التسعينيات الميلادية، وبداية الألفية الميلادية الثالثة، ففرَّغَها بعض أتباعه من أشرطة التسجيل، ونشروها في ملازم، وهذه الملازم تحوي خلاصة الأسس والأصول، التي يتبنّاها حسين بدر الدين الحوثي في فكره السياسي، وتصوره العام للقضايا والأحداث المحلية والعالمية، بأفكار ورؤى منظِّري جماعات الإسلام السياسي السنية، وخاصة منظِّري جماعة الإخوان المسلمين، ويكون ذلك من خلال إبراز أوجه الشبه بين هذه الرؤى والأفكار.