متابعات إفريقية


يخصص في هذا العدد الجديد حيّزٌ مهمٌّ للمخطوطات العربية في دول الساحل والصحراء، وهي المنطقة التي شهدت -تاريخيًّا- قيام دول إسلامية مترامية الأطراف، تحكم مجتمعات تركت نخبها العلمية تراث علميًّا ثريًّا، دُوِّن باللغة العربية، وبعض اللغات المحلية المستخدمة للحرف العربي. ومن أهم هذه الدول، التي قامت في منطقة الصحراء تذكر الدولة الفوتجلوية، والتي حكمت ما يسمى اليوم بدولة غينيا. وكان شعب هذه الدولة هم الفولاني أو «الفلاتة». وجاءت ورقة الدكتور: محمد سمب باه الشرقوي لتغوص بنا في تاريخ هذه المنطقة، وتعرف بقبائلها وشعوبها، وتراثها العربي، الذي تحتضنه اليوم دور ومكتبات خاصة وعامة، شاهدة على الجهود الضخمة المبذولة للعناية بهذا التراث، من جانب مراكز حفظ التراث المخطوط، لتجميع هذا الذاكرة العلمية الحيّة، وحمايتها ونشرها. ودورية «متابعات إفريقية»، ومن منطلق اهتمامها بالتعريف بهذا التراث العربي الإفريقي،
إقرأ المزيد
منذ سنة ۲۰۲٠م، وإلى حد شهر سبتمبر من السنة الجارية ۲۰۲۳م، شهدت إفريقيا موجة جديدة من الانقلابات العسكرية، كان آخرها - وإلى ما حد الآن- ما حدث في الغابون، نهاية شهر أغسطس من هذه السنة. وقد سبقه بشهر انقلاب في النيجر، الأمر الذي أثار الاهتمام من جديد، بمدى استقرار مؤسسات الدولة الدستورية والمدنية في القارة. انقلاب تقوم بها وحدات عسكرية، وجدت خصيصا لحماية أعلى مؤسسات الدولة، مثل: الرئاسة والحكومة ظاهرة تثير تساؤلات عن خلفية هذه الأحداث السياسية /الأمنية، والأطراف الداخلية والخارجية - إن وجدت - التي تقف وراءها، وعن تداعياتها الإقليمية والدولية، وتكلفتها الاقتصادية والسياسية، وكيف يمكن أن تتعامل معها المنظمات الإقليمية، والقوى الدولية. في هذا العدد مجموعة من الأوراق، تحاول الإجابة عن بعض هذه الأسئلة وغيرها. لكن السياق الإفريقي العام، الذي ينزل فيه العدد الجديد «من متابعات إفريقية»، هو عودة الانقلابات، و
إقرأ المزيد
يصادف صدور هذا العدد الجديد من دورية "متابعات إفريقية" مرور أكثر من شهرين على بداية الأزمة السودانية، وكنا أعددنا لهذا الملف عددًا خاصًّا، لكن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى التداعيات الجيوسياسية لما يحدث من خلاف ومعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ونقصد هنا بالتداعيات الجيوسياسية مواقف واحتمالية التدخل -بصورة أو بأخرى- من قبل بعض الأطراف الرسمية، أو غير الحكومية، في دول الجوار المباشر؛ فالتداخل الإثني، وامتداد الحدود، ووجود سوابق تاريخية ليست ببعيدة، والعلاقات المباشرة مع طرفي النزاع، والمصالح المشتركة، والتهديدات الإرهابية- عوامل ومحاور دافعة، أو ناقلة للصراع إلى خارج الحدود، علاوة على انعكاسات الأزمة على وحدة المجتمع، والدولة السودانية.  ولعلَّ أكثر الدول المعنية مباشرة بذلك دولة تشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، ودولة جنوب السودان، وليبيا، وإثيوبيا، وإريتريا. فتشاد التي لها شريط حدودي
إقرأ المزيد
بهذا العدد، نفتتح النسخة الجديدة من (متابعات إفريقية)؛ حيث يتضمن العدد مجموعة من الدراسات المحكمة، وعددًا من التقارير، وبابًا مخصصًا لعروض الكتب. وقد تعلقت موضوعات الدراسات بالتفاعل التاريخي بين اللغة العربية وبعض لغات السواحل الغربية للبحر الأحمر، والقرن الإفريقي. لقد تمكنت اللغة العربية من احتلال مكانة مميزة بين لغات الشعوب الإسلامية في إفريقيا عامة، وشعوب سواحل البحر الأحمر الغربية بخاصة. وفي هذا السياق، فقد تناول الأستاذ الدكتور / عمر عبد الفتاح: أثر اللغة العربية في اللغة الأمهرية المنتشرة في إثيوبيا، والتي تعد أهم اللغات الإثيوبية على الإطلاق، وقد تُنووِلَ هذا الموضوع من زاويتين اثنتين: الأصل المشترك بين اللغتين، من جانب، والتفاعل التاريخي عبر التواصل والتعامل بين الناطقين باللغتين، ضمن فضاء حضاري مشترك، من جانب آخر. وفي هذا السياق، جاءت ورقة الدكتور / محمد عبد الرحمن حسن، الذي قارب الموضوع ذاته، و
إقرأ المزيد
بعد صدور ۳۳ عددًا من «متابعات إفريقية»، بصورة دورية منتظمة، ومع تزايد عدد المشاركين والمهتمّين والمتابعين؛ فقد حان الوقت للقيام بعملية تقييم لهذه المسيرة العلميَّة، لهذه الدوريَّة، التي كانت محصلة ثلاث سنوات، من عمر هذا الإصدار العربي الإفريقي، وكانت قَيِّمَة ثريّة، وعلى مستويات عدّة؛ لعل أولها، هو هذا التراكم المعرفي، الذي أنتجته وقدَّمته، عن أوضاع القارة الإفريقية، التي تشهد أحداثًا وتحولات مهمَّة. لقد تم نشر ما يقارب ٣٠٠ ورقة بحثية، في أهم الحقول المعرفية الإفريقية؛ سواء منها السياسي، أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، أو الأنثروبولوجي. وكان ذلك انطلاقًا من مقاربات أكاديمية متنوعة، ومتكاملة؛ مما أسهم، بصورة دقيقة وشاملة، في فهم الوقائع، والإلمام بمفرداتها وجزئياتها، ومتابعة مجريات الأحداث وتطوراتها، وتناول - بالتفسير والتحليل - مختلف الظواهر والأزمات، التي تحدث في هذه القا
إقرأ المزيد
لعله من بين أهم الأحداث التي شهدتها القارة الإفريقية في شهر نوفمبر، هذا العام ۲۰۲۲م، مؤتمر المناخ بشرم الشيخ (كوب ۲۷)، وتوقيع اتفاق وقف الأعمال العدائية الإثيوبية (بين الحكومة الفيدرالية، وجبهة التيغراي)، في بريتوريا. يعد الحدث الأول (مؤتمر المناخ)، حدثًا ذا أبعاد دولية، وبرعاية وإشراف أممي، لكن يمكن النظر له بصفته حدثا إفريقيا، باعتبار التئامه على أرض القارة الإفريقية. كما أن إفريقيا تعد من أكثر القارات تضررا من ظاهرة تغير المناخ، وإن كانت ليست المتسبب الأول، أو الأبرز في ذلك. وفي هذا السياق، تضمن هذا العدد الجديد (۳۲) من «متابعات إفريقية» مقالتين لهذا الموضوع المهم.  أما الحدث الثاني، والمتعلق بالتطورات التي يشهدها إقليم التيغراي بإثيوبيا، فهو حدث ذو أهمية كبيرة لإقليم القرن الإفريقي، والبحر الأحمر عموما؛ باعتبار أن هذا الاتفاق، قد يضع حدا للحرب الأهلية الإثيوبية، الدائرة رحاها منذ سنتين. ولا تكمن
إقرأ المزيد
نواصل في هذا العدد الجديد، تغطية التطورات المستحدثة في العديد من أقطار القارة الإفريقية. ويتميّز العدد الحادي والثلاثون، باحتوائه على بعض الأوراق، التي تناولت موضوعات ذات طبيعة أنثروبولوجية، وثقافية – إلى جانب الدراسات السياسية والاقتصادية – وذلك في محاولة مقاربة المجتمعات الإفريقية، من زوايا منهجية وعلمية مختلفة.  وما تزال الأزمة السودانية الداخلية تراوح مكانها، بانتظار مبادرة الرباعية الدولية. وفي هذه الأثناء، عيّنت الولايات المتحدة الأمريكية سفيرًا جديدًا لها في الخرطوم. ومتابعة تطورات الملف السوداني في أبعاده المحلية والإقليمية والدولية، تعود إلى أهمية استقرار هذا القطر، وتأثير ذلك على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، وإقليم القرن الإفريقي. ترتبط المسائل الأمنية لمختلف أقاليم القارة الإفريقية باستقرار دولها، ولكن – أيضًا – بمدى تأثرها بالأحداث والتكتلات ال
إقرأ المزيد
تتوزع الأوراق التي يتضمنها هذا العدد الجديد من دراسات إفريقية، على ثلاثة محاور؛ أولها: سياسي، وثانيها: اقتصادي، وثالثها: أمني. يحتضن الملف الأول ثلاث أوراق؛ وهي تلك التي تناولت الانتخابات التشريعية في السنغال، ثم موضوع الحوار الوطني في تشاد، وأخيرًا ورقة تاريخية / سياسية، تعالج مسألة الذاكرة التاريخية الإفريقية للاستعمار الفرنسي. الرابط بين هذه الموضوعات، يكمن في بحث الشعوب والنخب السياسية الإفريقية عن سبل السلام، في تسوية الخلافات السياسية الراهنة، أو الماضية. تتميز التجربة السياسية السنغالية - عبر تنظيم انتخابات دورية، لضمان ممارسة السلطة، والتداول السلمي عليها، في منطقة غرب إفريقيا، ومجموعة دول الساحل، التي تعيش على وقع انقلابات عسكرية، وأحداث إرهابية، واضطرابات اجتماعية وسياسية، عطلت مسار بناء الدولة الوطنية، وأرهقت المجتمعات، وأصابت المؤسسات بالهشاشة والعقم. وفي هذا السياق، وبحثا عن طريق ا
إقرأ المزيد
شهدت إفريقيا في الأيام الماضية أحداثا مهمة عدة؛ لعل أبرزها الانتخابات التشريعية في السنغال، والرئاسية في كينيا، والاستفتاء على الدستور الجديد في تونس، علاوة على الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي... ولنتائج الانتخابات التشريعية في السنغال دلالات سياسية بالغة الأهمية، ليس للسنغال فقط، ولكن لمنطقة غربي إفريقيا كلها؛ وتتمثل في صعود المعارضة بصورة تعزز الانطباع الأولي، والمتمثل في تراجع نفوذ النخب السياسية التقليدية، ذات الولاء لفرنسا، وتعاظم شعبية جيل جديد من المعارضين، الذين يوصفون بذوي «التوجه الإفريقي التحرري»، والذي بدوره يعبر عن موجة «تحررية» جديدة لدى الأجيال الشابة في غربي إفريقيا، عبر اقتحام ساحة الفعل السياسي، لوجوه مدنية وعسكرية، تمثل، أو تعمل على إحداث قطيعة مع المرحلة السابقة، بما فيها من نخب وعلاقات دولية، ترمز لاستمرار نمط معين، في مجال التنمية والبناء الوطني، وتقدّر أنه فشل لم
إقرأ المزيد
يتناول هذا العدد الجديد من «متابعات إفريقية»، مجموعة مهمة ومتنوعة من الملفات الإفريقية، لعل أبرزها ما يتعلق بمنطقة القرن الإفريقي؛ فانتخاب رئيس جديد للصومال، وتعيين وزير أول مكلف بتشكيل الحكومة، وزيارات خارجية للرئيس، تشمل كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتركيا، وإريتريا، وكينيا، وجيبوتي ومصر، توحي بتوجهات دبلوماسية وسياسية، مختلفة عما كان سائدا في الصومال، في ظل رئاسة فرماجو، خصوصا مع تأخير زيارته إلى أديس أبابا. هذا الى جانب عودة الاهتمام الأمريكي بالصومال. في المقابل، يظل الوضع في السودان متأزما، ودون أفق واضح للخروج من النفق الذي دخلته البلاد، منذ العام ٢٠١٩م، والإطاحة بالرئيس عمر البشير. لكن سجلت الفترة القريبة الماضية بعض التقارب، بين كل من إثيوبيا والسودان، على إثر المواجهات الجزئية التي حدثت، على مستوى منطقة الفشقة؛ تقارب جسده اللقاء بين البرهان وآبي أحمد، لكن لا تلو
إقرأ المزيد