لمحات من التاريخ الحديث لتجار الجزيرة العربية في الهند

رقم: 67
د. صهيب عالم

يتناول هذا البحث بعضَ الجوانب التاريخيّة المهمّة، من الروابط التجاريّة الهنديّة–العربيّة، للفترة ما بين منتصف القرن التاسع عشر، ومنتصف القرن العشرين، من خلال ذكر وجود التُّجار القادمين من شبه الجزيرة العربية، إلى الهند، ولاسيّما من نجد والحجاز، ورصدهم. ويشمل البحث محاورَ ثلاثة: تجارة الخيول، وتجارة اللؤلؤ، وتجارة البضائع والمواد الغذائية. وأما التُّجار، فمن أشهرهم: عبدالرحمن المنيع، وعيسى القرطاس، والشيخ إبراهيم بن علي، ومحمد علي رضا زينل، وعبدالرحمن القصيبي، وأعضاء عائلة البسام، وحمد القاضي، وغيرهم. ويتطرّق البحث إلى ذكر أحياء المدن الهندية، التي كانت مقرًّا للأعمال التجاريّة، ومساكن للتجار، واشتهرت هذه الأحياء والشوارع بوجودهم، وتعاملاتهم التجاريّة، من مثل: عَرَبْ لَينْ، وبِهنْدِيْ بَازَارْ، وقَهْوَة خَانَة لِينْ، وزَكَرِيَّا اِسْتِريتْ، ودَهَارَامْتَالَا، وغيرها. وتجدر الإشارة إلى أن البحث، يتناول-فقط- سير بعض التجار النجديين والحجازيين، الذين قضوا لمحات من حياتهم،أو حياتهم كاملة في الهند، أو كانت لهم مكاتب تجارية فيها. ويكتفي بذكر بعض المؤسسات التعليمية والثقافية، التي أنشأها التجار العرب فيها. ويسعى للتطلّع إلى الماضي، وتقليب صفحاته، للتعرف على الأنشطة التجارية والاقتصادية الرائجة، بين الهند وشبه الجزيرة العربية آنذاك، وإنجازات التجار العرب، الذين عززوا الروابط التجارية، والاتصال الشعبي بين الطرفين، وعرّفوا بالثقافة العربية في الهند، وبالعكس. وهو محاولة متواضعة لإبراز تلك الجوانب التجارية والثقافية، التي مهّدت الطريق لتعزيز آفاق التعاون السياسي، والاقتصادي، والإستراتيجي، والثقافي، بين الهند، والمملكة العربية السعودية في ما بعد. وخلال إعداد البحث، استفاد الباحث من الوثائق والمستندات، وكتب الرحلات، والكتب والبحوث، والمقالات، والجرائد، والصحف باللغات الأردية، والهندية، والإنجليزية، مثل الأعداد المتنوعة لمجلة: The Oriental Sporting Magazine,The Calcutta Arabia - Bombay Place وكتاب: Sonepore Reminiscences: Years 1840-96 وكتاب: Stables Names and Street Names: An Excursion into the by-ways of the history of Bombay city وتقرير جمعية الخلافة الهندية، وبعض كتب الرحلات الهندية، والجرائد المتنوعة، مثل: Times of India، وIndian Express، وأخبار جمعيت، وقومي أواز، وغيرها، وذلك لتوثيق المعلومات. وزار الباحثُ الأرشيف الوطني بنيودلهي، للحصول على الوثائق المعنية بالتجار النجديين والحجازيين، كما زار مومباي لتوثيق مقر أعمالهم، وفقًا للوثائق والمستندات الهندية، والتقط صورًا لها. وخلال زيارته لمومباي، التقى بعضَ الشخصيات الهندية، وأفرادًا من أسرة البسام، ووظف تلك المعلومات في توثيق البحث عن التجار العرب؛ فالبحث قائم على الأسس الأكاديمية، ويستند إلى المصادر الأولية التي جمعت من الهند.