الأمير تركي الفيصل: فشل النظام العالمي أدى إلى تدهور إستراتيجي واسع النطاق في المنطقة العربية

التاريخ: الخميس، 26 أكتوبر 2017م

الشرق الأوسط اليوم: إلى أين؟

ألقى الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية كلمةً في مؤتمر صناع السياسات الـ26 السنوي العربي – الأمريكي، الذي نظمه المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية في العاصمة واشنطن يوم الخميس 19 أكتوبر 2017م، بعنوان (الشرق الأوسط اليوم: إلى أين؟)، تناول فيها حالة الاضطراب التي تمر بمنطقة الشرق الأوسط، والقضايا التي أدّت إلى هذا الاضطراب والفوضى، وعن آماله في وجود منطقة آمنة ومستقرة، كما أشار إلى فشل النظام العالمي؛ الأمر الذي أدى إلى تدهور إستراتيجي واسع النطاق في المنطقة العربية سمح بوجود فراغ إستراتيجي خوّل إسرائيل والقيادة الإيرانية وغيرهما من القوى للتلاعب بالبلدان العربية ونسيجها الاجتماعي. مؤكدًا على الأهمية البالغة في إصلاح الأضرار التي لحقت بالجهود المجتمعية العربية.

وفي مستهل كلمته ركز الفيصل على منطقة الشرق الأوسط وكيف أنها تمر اليوم بحالة من الاضطراب كما لم يحدث من قبل، مشيرًا إلى عدة قضايا أدّت إلى هذا الاضطراب والفوضى؛ أبرزها الأحداث الكارثية التي وقعت خلال العقود الماضية من حروب وصراعات عربية إسرائيلية متكررة، والحرب الأهلية اللبنانية، والحرب العراقية الإيرانية التي امتدت أمدًا طويلًا، وغزو الكويت، وغزو العراق، والتدخلات الأجنبية المستمرة التي أسهمت كلها بشكل كبير في تلك الأوضاع. يضاف إلى ذلك فشل العديد من الدول العربية في مواجهة التهديدات المشتركة التي تلوح في الأفق وتهدد وجودها وشعوبها.

كما انتقد الفيصل بعض الجوانب السلبية التي تعتري النظام السياسي ووسائل الإعلام في أميركا، مقدمًا بذات الوقت بعضَ النصائح للأميركيين من أجل استمرار العلاقات القوية والمستقرة مع البلدان العربية؛ ومن أجل الاستمرار في التأثير الإيجابي على العالم في مجال التقدم والتنمية البشرية.

وعبر الفيصل عن تفاؤله بحقيقة أن العديد من البلدان استيقظت وأدركت حتمية الإصلاح الذي لا غنى عنه، ولذا يجب ألا يتوقف هذا التوجه لأي سبب كان؛ حيث نجحت المملكة العربية السعودية منذ عقود طويلة في الحفاظ على استقرارها وأمنها القومي، على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية والأزمات والتهديدات الخطيرة التي واجهتْها، فإن المملكة لا تزال ملتزمة بسياساتها التطويرية والإنمائية في جميع المجالات، مؤكدًا على نجاحها بفضل الله، في مواجهة التهديدات الحالية وزعزعة الاستقرار في المستقبل، وعلى استمرارها في النمو والتطور وتحقيق طموحات وأهداف شعبها.

وأضاف رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن أفضل سبيل للحفاظ على أمننا واستقرارنا هو التزامنا بالحفاظ على وحدة نسيجنا الاجتماعي، والتآزر المستمر بين المواطنين والقيادة، والاستجابة الحقيقية المستمرة لآمالهم وأحلامهم وتطلعاتهم، والاهتمام الشديد بتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية. وقال: إن رؤية 2030 هي المنصة التي تسعى السعودية إلى الانطلاق منها والمضي قدمًا في تنفيذ إصلاحاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وختم الفيصل كلمته بقوله: "نحن في المملكة العربية السعودية نتمتع بحس المسؤولية والنوايا النبيلة، كما أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في جميع المناسبات، فإننا سنتعاون وسنضع أيدينا بيد كل من ينوي الخير للتصدي لجميع التحديات التي تواجهنا. إن الهدف من ذلك هو إحلال الأمن والاستقرار والسلام في بلداننا وأن تسهم شعوبنا وتهتم بمستقبلنا، ومن ثم بالسلم والأمن العالميين".