كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات بمركز الملك فيصل يصدر كتاب «اقتفاء الأثير: مختارات من الشعر المعاصر في المملكة العربية السعودية»
يُسعد كرسي اليونسكو لترجمة الثقافات بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وبدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، أن يعلن عن إصدار كتاب «اقتفاء الأثير: مختارات من الشعر المعاصر في المملكة العربية السعودية» في نوفمبر 2025م المقبل، عبر دار نشر جامعة سيراكيوز. وقد قامت بتحرير الكتاب وتقديمه رئيس الكرسي، الدكتورة منيرة الغدير، وشارك في ترجمته من العربية إلى الإنجليزية: منيرة الغدير (مركز الملك فيصل)، كريستينا سيفانتوس (جامعة ميامي)، إميلي درامستا (جامعة تكساس)، ويليام غرانارا (جامعة هارفارد)، وائل حسن (جامعة إلينوي)، نشوى نصر الدين (مركز ترجمة الشعر في لندن)، ياسين نوراني (جامعة أريزونا)، وآنا زياجكا ستانتون (جامعة ولاية بنسلفانيا). ويحمل غلاف الكتاب لوحة من أعمال الفنانة السعودية شادية عالم.
يُعد «اقتفاء الأثير» أنطولوجيا واسعة ثنائية اللغة، تسلّط الضوء على ستةٍ وعشرين شاعرًا سعوديًا بارزًا يعيدون تخيّل مكانتهم في عالمنا المترابط والرقمي. ويفكك الكتاب التمحور الذي سيطر على دراسات الشعر العربي وعلاقته المتجذرة بالشعر الجاهلي وإغفال نقاش ثيمات أخرى والتي تمثلها اثنتين وستين قصيدة معاصرة في هذا الكتاب حيث تتفاعل بجرأة مع التكنولوجيا والفضاء السيبراني والعولمة واللغة. يستخدم هؤلاء الشعراء الحاصلون على جوائز شعرية مرموقة أساليب مبتكرة وأطرًا تخيّلية تستكشف اللغة التي تعيد بيها وسائل التواصل الاجتماعي والثقافة الرقمية تشكيل مفاهيم الوطن والهوية والحدود الثقافية. وتُظهر أعمالهم بأنها بعيدة عن مجرد محاكاة للنماذج الغربية، فإن الشعراء السعوديين يصوغون أصواتًا متفرّدة تتحدث عن التجارب الإنسانية الكونية مع بقائها متجذرة في سياقها الثقافي المحلي.
يُحمل عنوان الكتاب «اقتفاء الأثير» أبعادًا تاريخية ومفهومية عميقة. فكلمة «الأثير» تستحضر كلًّا من الجوهر الفلسفي القديم الذي كان يُعتقد سابقًا أنه عنصر يربط أرجاء الكون، وكما يحمل صدى موجات الأثير التي تُشكّل عالمنا اليوم. أما كلمة «اقتفاء» فتعكس ممارسات الترحال وفن اقتفاء الأثر عند قدماء العرب في شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى المشاهد الرثائية في الشعر الجاهلي التي ترسم الغياب من خلال الأثر واللغة. غير أن هؤلاء الشعراء المبتكرين لا يتتبعون أنسابًا تاريخية أو منازل مهجورة، بل يتتبعون لقاءات مع التكنولوجيا ويبحرون في مشهد عالمي سريع التغيّر. وأكدت الدكتورة منيرة الغدير، رئيس الكرسي، أن «اقتفاء الأثير»، عبر إيصال هذه الأصوات الشعرية المهمة إلى جمهور عالمي، يسهم في تعزيز فهم أعمق وأكثر تنوعًا للأدب العربي الحديث ومكانته ضمن الأدب العالمي.
وقد حظي «اقتفاء الأثير» بإشادة من مؤلفين بارزين لما يحمله من تركيز موضوعي مبتكر. تقول ليلى أبو لغد، بروفسور الأنثروبولوجيا في جامعة كولومبيا، ومؤلفة كتاب "مشاعر محجبة: الشرف والشعر في مجتمع بدوي»: «تُقدّم هذه المجموعة المذهلة من الشعر السعودي المعاصر لجيل الألفية عالمًا أدبيًا نابضًا بالحياة، جديدًا، وعالميًا للقارئ الناطق باللغة الإنجليزية». ويعلّق مايكل آلين، أستاذ الأدب المقارن والأدب العربي الحديث في جامعة أوريغون و مؤلف كتاب «في ظل الأدب العالمي» قائلًا: «تُجسّد هذه المجموعة المختارة بعناية رحلةً مُلهمة في كل صفحة، حيث تُمثل قوة الكلمة المكتوبة. تنتقل القصائد عبر الأجيال، كانتقالها بين اللغتين العربية والإنجليزية. يمنحُ اندماج الثقافة الشعبية والتكنولوجيا والرؤى العالمية نهجًا جديدًا ومبتكرًا لمستقبل الشعر العربي». وكذلك تقول سوزان باسنيت، أستاذة دراسات الترجمة في جامعة جلاسكو ومحررة كتاب «الترجمة والأدب العالمي»، «يُقدّم هذا الكتاب فرصةً استثنائيةً للقراء الناطقين باللغة الإنجليزية لاكتشاف أعمالٍ جديدةٍ ومدهشة لشعراء سعوديين معاصرين».