بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، عقد مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة بعنوان «السلفية الجهادية.. تاريخ فكرة»، والتي قدمها شيراز ماهر، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف، قسم دراسات الحرب في جامعة كينجز كوليدج لندن، وأدارها سمو مدير إدارة البحوث بالمركز د. عبدالله بن خالد، وذلك مساء الإثنين 18 ربيع الأول 1440هـ، 26 نوفمبر 2018م، بحضور عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين والجمهور.

وفي بداية المحاضرة أكد شيراز ماهر على أهمية التفريق بين الجماعات المتطرفة وبين الفكر السلفي الحقيقي، وقال بأن ما يتحدث عنه من مفاهيم وخلفيات حول هذا الموضوع هو ليس من وجهة نظر دينية، إنما من جانب تاريخي وبصفته متابع ومؤرخ للأحداث ولتاريخ الجماعات المتطرفة مثل القاعدة و داعش وغيرهما.

وأشار ماهر إلى أن مصطلح السلفية الجهادية يشار به إلى الإرهابيين في دوائر صناعة القرار في الغرب وفي وسائل الإعلام، وهي تمثل حركة سياسية ليس لها أي علاقة إطلاقا بالتيار السلفي العام. مضيفا بأن كتابه المعنون بـ «السلفية الجهادية.. تاريخ فكرة»، والذي سوف تصدر ترجمته العربية قريبا بواسطة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، قد ساعد بعض الغربيين في تغيير آرائهم وساعدهم في التفريق بين الجماعات المتطرفة وبين السلفية المعروفة.

وذكر ماهر أن كتاب كتاب السلفية الجهادية يناقش خمس أفكار رئيسية وهي: الجهاد، التكفير، الولاء والبراء، التوحيد، والحاكمية. وهي الأفكار التي تستغلها التيارات المتطرفة في التجنيد، وفي بناء دعايتها وتبرير أفعالهما وتفجيراتها. معددا سبل استغلال الحركات المتطرفة  للفقه الإسلامي في تفسير أفعالها، وقال بأنه بات جليا أن هذه الجماعات تستغل الأفكار الإسلامية السائدة،، بربطها بمبادئ دينية غير اعتيادية لتسويغ تصرفاتها.

وكشف ماهر بأن الجماعات المتطرفة تستخدم مثل هذه المصطلحات مثل الجهاد والحاكمية والولاء والبراء لتكفير حكومات الدول الإسلامية وخلق التبريرات الغاضمة للهجوم عليها وعلى مصالحها، مؤكدا أن كتاب السلفية الجهادية هو محاولة تقديم شرح أفضل لهذه المصطلحات وعرضها للجمهور الغربي، من خلال تعريف السلفية الجهادية وتسليط الضوء عليها بوصفها مصلطحا جديدا، لا يمت للتيار السلفي العام بصلة.
الجدير بالذكر أن الترجمة العربية لكتاب «السلفية الجهادية.. تاريخ فكرة»، سوف تصدر قريبا في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.