شراء كتاب معجم الأسماء العربية في التراث
معجم متخصص في الأسماء العربية ومعانيها ودلالاتها ومباحثها في مدونات التراث والأدب العربي، مرتب على حروف المعجم، ويذكر المؤلف أن دافعه إلى تأليف هذا المعجم أن الأسماء كانت أول علاقة له باللغة العربية حيث سئل في مرة وهو في سن المراهقة عن معنى اسمه إبراهيم، وكان إجابته من ضمن الخطاب السائد في معاني الأسماء واستمدادها من القرآن الكريم أو تعلقها باسم أحد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، لكنه بنظره لم يكن كافيًا للكشف عن معنى الاسم من الناحية اللغوية والتركيبية وجذوره في التاريخ والثقافات الأخرى، فقرر العودة إلى معاجم وقواميس اللغة وتسجيل الأسماء العربية القديمة، وذكر من سمّي بها، ومعانيها ودلالاتها، واستلهم المؤلف فكرة وأهمية تدوين الأسماء من ابن دريد الأزدي (٣٢١هـ) الذي ألف كتابًا نادرًا في الأسماء طبع في ألمانيا وكان من أوائل من صنّف في ذلك بهدف شبهة ذاعت في عصره الذي كثرت فيه الطعون ضد اللغة، ومفادها أن العرب كانت تسمّي أبناءها بما لا أصل له في لغتهم، فاختار ابن دريد عددًا من أسماء المشهورين من كل قبيلة عربية، وشرح الأسماء ومعانيها بأساليب علماء اللغة في عصره؛ لكنه لم يزد في كتابه على الألف منها دون تبويب مما حدا المؤلف إلى بداية مشروعه في دراسة الأسماء العربية معتمدًا على المصادر العربية الأصلية وفي مقدمتها لسان العرب لابن منظور ، وامتد مشروعه على مدى ثلاثين سنة جمع فيها العديد من الأسماء شملت أسماء الملوك، والفرسان، والشعراء، والحكماء وصولًا إلى الصعاليك واللصوص وغيرهم.
في دراسته الأسماء العربية من حيث المسار الزمني والتاريخي اختار المؤلف تتبع أساليب العرب في تسمية أبنائهم منذ ما قبل حقبة نبي الله إسماعيل - عليه السلام - إلى مرحلة بروز ظاهرة القبلية في تاريخ العرب القديم، وشيوع موضوعات التفاخر بالآباء والأجداد وخصال المروءة والأصالة والكرم، وانعكاس ذلك على الأسماء، وصولًا إلى الحقبة المبكرة من الإسلام وما بعدها حيث قيم الحنيفية والقطيعة مع عبادة الأصنام والأوثان.
وفي خضم عمله الموسوعي صنَّفَ المؤلف الأسماء ودرسها، ومن ذلك على سبيل المثال تمييز العرب في التسمية بين الأبناء والبنات حيث بلغت الأسماء التي سمى العرب بها أبناءهم ما يزيد على خمسة آلاف، في حين أن الأسماء التي تخصّ البنات لا تزيد على خمسمائة اسم فحسب، وحاول المؤلف مقارنة ذلك بالثقافة السائدة في ذلك العصر لمعرفة إن كانت الظاهرة تخص العرب وحدهم دون غيرهم أم أنها نابعة من الظروف التاريخية والاجتماعية والإنسانية في ذلك العصر.
ويحفل الكتاب بالعديد من الخلاصات والتعليلات والاستنتاجات لمسألة اختيار الأسماء في الثقافة العربية من ذلك الدقّة الشديدة لدى العرب في اختيار الأسماء بحيث تأخذ معانيها من أهم جوانب حياتهم الاجتماعية والنفسية واللغوية، حيث تعكس الأسماء معاني القوة والمنعة والشجاعة وطلاقة الوجه، أو تقتبس من صفات الحيوانات والطيور التي تعيش بينهم، وحتى البيئة الجغرافية العربية من نباتات كالعلقم والمرار وغيرها للتدليل على معانيها التي تختزلها مخيلتهم الثقافية.
على مستوى التصنيف اختار المؤلف منهجًا محددًا حيث قسمت فصول الكتاب على الحروف الهجائية، وشرح تحت كل اسم معناه بأسلوب مبسط ليكون مفهومًا لدى القراء المعاصرين على اختلاف مستوياتهم الثقافية واللغوية، وبعد ذكر كل اسم يذكر المؤلف مراجعه في الهامش، كما يذكر المؤلف تصنيفه وملحوظاته الشخصية على الاسم من حيث تأثيره في المركبات الشخصية والطباعية والنفسية لصاحبه.
