بروايات الحُجّاج المغاربة: رحلاتُ حج (١٣٢١هـ [١٩٠٣-١٩٠٤م]) محمد بن عبد الكبير الكَتّاني ومحمد بن جعفر الكَتّاني في عصر البخار، والإمبريالية، والعولمة

رقم: 13
د. أميكي كاتمان

يُحَلِّل هذا المقالُ مجموعةً من روايات الحج المغربية كلُّها مرتبط بالكَتّانية؛ الطريقة الصوفية الشهيرة في فاس؛ لاستكشاف دور الحجِّ والحجاز في روايات هولاء الحُجّاج، في وقت كان لابد فيه لأي حاجٍّ مغربي أن يمر بتجارب تتعلق بالإمبريالية، والتقنيات الجديدة، والعولمة. وبدراسة روايات رحلات الشيخِ محمد بن عبد الكبير الكَتّاني (١٨٧٣-١٩٠٩م) (والتي كتبها تابعُه عبدُ السلام بن محمد المعطى العمراني)، وابنِ عمه المحدث وكاتب السير محمد بن جعفر الكَتّاني (١٨٥٨-١٩٢٧م)، يُوضَّح هذا المقالُ ما اكتسبه الحجُّ ورحلته من معانٍ، وما طرأ على هذه المعاني من تغيُّر، بالإشارة المباشرة إلى سياقات كلٍّ من الإمبريالية والنقل البخاري. وبطريقةٍ ما، أعاد السياقُ الجديد التأكيدَ على الحج والحجاز وجَعَلَهما مركزيَّيْن، لكن ليس هذا كلُّ ما تنقلُه رواياتُ الرحلات هذه. وبالاعتماد على قرون من كتابات رحلات الحج، روى الكَتّانيون وأتباعُهم رحلاتهم بوصفها رحلاتٍ إسلاميةً عبرَ فضاءٍ إسلامي، تهدف إلى لقاء غيرهم من المسلمين، وتحصيل العلوم الإسلامية على طول الطريق. وبقراءة أدبيات رحلاتهم من هذا المنظور، فإنها تُظهرهم على أنهم تأكيد للإسلام، وتَكرار لأهميته في سياقٍ شعروا فيه أن الإسلامَ  مُحاصَر، سواٌء كان ذلك بوعي منهم أم لا. وكانت هذه الأدبيات إحدى الطرق التي اكتسب الحجُّ بها معناه ولم يفقده، في عصر الإمبريالية، والبخار، والعولمة.