إدارة الأقليات المسلمة في روسيا


ألميرا أخميتوفا

تنظر هذه الورقة إلى العلاقة بين المملكة العربية السعودية (السعودية) والاتحاد الروسي (روسيا) على ضوء حقوق الأقليات المسلمة من خلال تحليلها لتاريخ الإسلام في الأراضي الروسية، كما تركز على حقوق المسلمين الخاضعين للحكم القيصري منذ عام 1552م وخلال فترة الحكم السوفيتي.ويشير البحث في جزءه الأول أنه على الرغم من كون المسلمين أقلية في روسيا اليوم، إلا أن الإسلام كانت له أسس قوية كدين رسمي في الفولجا – إقليم الأورال والقوقاز خلال السنوات الأولى من الإسلام. كما يبين أن العلاقات التاريخية بين المسلمين وروسيا القيصرية لم تكن في حالة نزاع دائم. أما الجزء الثاني من البحث والذي يستند على مصادر أرشيفية روسية، فيعرض وصفاً مقتضباً للعلاقات الدبلوماسية بين روسيا والسعودية. ثم يأتي الجزء الثالث، الذي يناقش وضع الإسلام والمسلمين في روسيا الحديثة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، وأنه نتج عن احدى عواقبه - وهي مأساة الحادي عشر من سبتمبر والحرب "العالمية على الإرهاب" التي قادتها الولايات المتحدة - التمييز الديني وانتشار جو معاد للإسلام في روسيا. في عام 2002م، تبنت روسيا قانوناً جديداً يتعلق بـ "محاربة النشاطات المتطرفة"، أدى إلى تراجع الحريات الدينية، والتأثيرالمباشر على العلاقات بين السعودية وروسيا. جُمدت قنوات التبرع المختلفة القادمة من السعودية،ومُنعت المؤسسات الممولة من قبلها بغرض مكافحة التأثيرات "الوهابية" (والتي تم منعها في روسيا منذ عام 2002م)،(النسخ الأصلية والتراجم) ومُنعت أيضاً الكتب الصادرة في السعودية. وفي الوقت ذاته استمرت الحكومتان في العمل سوياً على محاربة التطرف، والبرامج التعليمية والثقافية، وتطوير الصيرفة الإسلامية في روسيا. ويضم الجزء الأخير من البحث على بعض التوصيات في مجال السياسات وملاحظات ختامية.