تركي الفيصل: السعودية تسير في الطريق الصحيحة بفضل الانفتاح على العالم

التاريخ: الخميس، 28 فبراير 2019م

شدد الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، على أن الانفتاح الذي تعيشه بلاده حالياً على العالم، يعني أن بلاده تسير في الطريق الصحيحة.
وأضاف الفيصل، خلال مشاركته في الجلسة الأولى من "منتدى مسك للإعلام"، الذي نظمته مؤسسة مسك الخيرية يوم الثلاثاء 21 جمادى الآخرة 1440هـ، 26 فبراير 2019م بالرياض، بمشاركة العديد من الإعلاميين والمؤثرين في مجال الإعلام: إن السعودية منذ نشأتها، تعاني من حروب ضدها بسبب اختلاف المنهج، والمبدأ والدين، منوهاً بأول بيان للملك المؤسس قبل 100 عام، رداً على مناهضيه.

وأشار إلى أن قادة السعودية منذ عهد الملك المؤسس حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يسيرون وفق نهج واضح قويم، دستوره كتاب الله، والسنة النبوية. وركز الفيصل، في الجلسة التي حملت عنوان «توظيف الإعلام في التصدي للفوضى وتعزيز الاستقرار»، على خطورة التعاطي مع الإعلام، مبيناً أن الإعلام في الغرب يقوم على الإثارة بشكل أكبر.
وشدد الفيصل على أن عدم التثبت والتحقق من صدق المعلومة يشكل خطورة كبيرة، إضافة إلى الخطر الذي تسببه الحروب السيبرانية، التي تؤدي إلى ما هو أسوأ من ناحية التدمير. وذكر أن تصحيح صورة السعودية يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده تتمتع بأدوات ومفاتيح نحو التواصل مع الآخر، منوهاً بجهود وزارة الإعلام في عكس الصورة الحقيقية للسعودية، مشيراً إلى أن الطريق طويلة، وتحتاج إلى بذل مزيد من الجهود لتصحيح هذه الصورة.

وقال الفيصل: «قمنا ولا نزال نوجه الدعوات للعالم قاطبة حتى يأتوا ويروا المملكة، والمجتمع على صورته الحقيقية، صورة التسامح، وبهذا الصدد أقمنا برامج مختلفة، واستضفنا الشباب من مختلف أنحاء العالم، ووجهنا الدعوات لهم، لحضور المهرجانات المختلفة التي تقام على أرض المملكة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مهرجان شتاء طنطورة الناجح بكل المقاييس». وتابع: إن الشباب السعودي هم المستقبل، وحثهم على الدفاع عن وطنهم في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة الحفاظ على القيم التي تميز المجتمع، والمحافظة عليه، وحماية المجتمع من الأفكار الدخيلة عليه التي لا تتناسب مع قيم المجتمع السعودي.

وتطرق الفيصل إلى صعوبة منع المعلومة في هذا العصر أياً كان مصدرها، مبيناً أن هناك تسريبات ليس في المنطقة فقط وإنما على مستوى العالم، مشيراً إلى أن مسألة السيطرة على المعلومات أمر في غاية الصعوبة، داعياً إلى وضع قوانين لمعاقبة من يدلي بمعلومات وتسريبات مضللة.
وعن رأيه في وسائط التواصل الاجتماعي، أوضح الفيصل، أن وسائل الإعلام الحديثة منها ما هو مفيد وما غير مفيد، مشيراً إلى أن مستجدات الواقع الإعلامي جعلت وزارات الإعلام بلا فائدة وربما تكون عائقاً، على حد تعبيره، داعماً إغلاقها بما في ذلك وزارة الإعلام السعودية.

ولفت الفيصل إلى أن وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في الغرب مؤثرة بشكل أوجد من ينادي بوضع قوانين لضبط «وسائل الإعلام الاجتماعي»، بسبب خروجها على الأنظمة الحاكمة، مشيراً إلى أن الإعلام في هذا العصر، يتسم بعدم الالتزام بالقوانين، وإن كان في بعض الدول أدوات للضبط. وطالب بوضع ضوابط ومعايير أخلاقية تعبّر عن القيم لحماية المجتمع من الأخبار الزائفة، لكنه ركز في الوقت ذاته على أنه ليس مع وضع قيود لهذه الوسائل الإعلامية الجديدة، مؤكداً ضرورة التواصل مع وسائط الإعلام، مشيراً إلى تجربته معها في بريطانيا عندما كان سفيراً لبلاده في لندن.

وتحدث الفيصل عن علاقته «الوجدانية» مع الصحافة التقليدية، مبيناً أن أول ما يفعله في بداية عمله اليومي هو الاطلاع على الصحافة الورقية، مقراً بافتتانه بحبرها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه يُطالع أخبار «تويتر» بشكل كبير ليتعرف على الأخبار العاجلة وما تحمله، والاستفادة مما يصدر في هذه المنصة المفيدة - على حسب وصفه - في مختلف المجالات، وما ترصده من أحداث في العالم. لافتًا إلى أن المنظمات الإرهابية بما في ذلك «داعش» و«القاعدة» وظفت وسائل الإعلام الحديثة بشكل مؤذٍ في سبيل التدمير بوحشية.