الأمير تركي الفيصل: على مراكز الفكر والبحوث العربية أن تكون أكثر نشاطا وحضورا في الإعلام لمحاربة الفكر المتطرف

التاريخ: الأربعاء، 18 أكتوبر 2017م

قال الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن الإسلام يمثل دائما وسيظل يمثل الروح والمبدأ الروحي لجزء كبير من الأمة العربية. مؤكدا بأن المجتمعات العربية لا تزال تجد في الإسلام "محركا حيويا" و "قوى كامنة" للوجود قائمة على المشاهد السياسية الإقليمية والدولية، لأن الإسلام هو مصدر النظم السياسية في جميع البلدان العربية، سواء كانت دينية أو دستورية، حسب التاريخ الخاص لكل بلد ومجتمع.

جاء ذلك خلال مشاركته في منتدى حوار باريس 5 في العاصمة الفرنسية باريس يوم الأربعاء 21 محرم 1439هـ، 11 أكتوبر 2017م؛ والذي نظمه مركز الدراسات العربي الأوروبي بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس مركز الدراسات العربي والأوروبي في باريس، حيث جاء المنتدى تحت عنوان "مراكز الدراسات في صناعة القرار"، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا لخرى مثل: الأمن المائي والغذائي، وقضية القدس ومشاريع تهويدها، والعلاقات العربية الأوروبية ومواجهة الأطماع الخارجية في الخليج العربي.

وتحدث الفيصل خلال الجلسة الأولى والتي جاءت بعنوان: "الحركات التكفيرية والتهديدات الإقليمية والدولية التي تواجه العالم العربي ودور مراكز الدراسات بمواجهتها"، حيث أكد على أهمية إثراء الحوار الفكري والثقافي لخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية.

وطالب الأمير تركي بتكريس التوعية بأهمية المنظمات ومراكز البحوث والدراسات العربية في مواجهة التهديدات الواقعية المتمثلة في انتشار الفكر التكفيري والأيديولوجي العابر للحدود الوطنية، حيث سيتطلب ذلك حملة إعلامية واسعة النطاق، تستفيد منها وسائل الإعلام من خلال الحصول على الدعم الشعبي لمكافحة التطرف. مشددا على المنظمات ومراكز البحوث والدراسات كمؤسسات غير حكومية، أن تكون أكثر حضورا على أرض الواقع، جنبا إلى جنب مع الحكومات والأسر والشباب في جميع أنحاء العالم العربي. والتي قد شكلت على مدى عقود، أساس المعرفة الاجتماعية في العالم العربي.

وانتقد الفيصل وسائل الإعلام خارج العالم العربي التي لا تعير المنظمات ومراكز البحوث والدراسات العربية أي اهتمام أو متابعة، أسوة بالمركز الوطني للبحوث العلمية CNRS أو المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية Ifri في فرنسا، أو تشاتام هاوس في لندن، أو أسوة بالعديد من مراكز الفكر والبحوث بها في نيويورك وواشنطن، وقال بأن عدد قليل من المؤسسات العربية تكون معروفة على الساحة الدولية. مطالبا أيضا بوضع المنظمات ومراكز البحوث والدراسات في مقدمة اهتمام وسائط الإعلام الوطنية والإقليمية العربية. وقال بأنه يجب أن تكون مراكز البحوث الاجتماعية والسياسية، وخاصة في المغرب وتونس ومصر ولبنان والعراق ودول الخليج العربي، أكثر نشاطا في الإعلام الجديد وخاصة وسائل التواصل والإعلام الاجتماعي، من أجل نشر الحوار والنقاش حول محاربة الفكر التكفيري والأسباب المرتبطة بانتشاره في العالم العربي.

وأضاف الأمير تركي الفيصل بأن المنظمات والمؤسسات المستقلة ومراكز الفكر والبحوث والجامعات في العالم العربي ستخلق وجودا قويا على وسائل التواصل الاجتماعي ليس فقط بالعربية، أو الأمازيغية أو الكردية، ولكن أيضا باللغات الفرنسية والإنجليزية والفارسية والعبرية والتركية، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فالهدف الذي تعمل من أجله الدول العربية يتجاوز العرق أو الدين أو القومية أو الطائفة. فقضية مكافحة التطرف والفكر التكفيري هي قضية إنسانية، ومن ثم فهي قضية يجب أن ندافع عنها وتتابعها بكل الوسائل الضرورية المتوفرة..

وشارك في المنتدى نخبة من رجال الفكر والسياسية والدبلوماسيين والمثقفين والإعلامين، بالشراكة مع مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الاسيسكو"، والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ووزارة الخارجية الفرنسية والمجلس العالمي للتسامح والسلام وجامعة الأعمال والتكنولوجيا والعديد من المؤسسات الفاعلة.

وقد أشاد الحضور بالمساعي الحثيثة لمركز الدراسات العربي الأوروبي منذ خمسة وعشرين عاما في الدفاع عن المصالح العربية في الغرب، وتفعيل دور رجال الفكر والثقافة في مساندة الفاعلين السياسيين. ومن المقرر أن يصدر المركز جميع أوراق العمل التي قدمها منتدى باريس الخامس في كتاب سيصدر قريبا.