الفيصل: معرض "مدن دمرها الإرهاب" يرفع الوعي بقيمة التراث الحضاري

التاريخ: الإثنين، 29 أبريل 2019م

زار صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل معرض "مدن دمرها الإرهاب" مساء السبت 22 شعبان 1440هـ، 27 إبريل 2019م، في مقر المتحف الوطني بالرياض. واطلع سموه على محتويات المعرض وما تضمنه من رسائل إنسانية تناهض الإرهاب وتكشف آثاره المدمرة، مبدياً تقديره لجهود وزارة الثقافة في استضافة هذا المعرض العالمي في أولى محطاته الدولية بعد العاصمة الفرنسية باريس.

وقال الفيصل: "أحيي وزارة الثقافة وعلى رأسها صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، على إقامة مثل هذا المعرض وتنظيمه، بالتعاون مع «معهد العالم العربي» في باريس". مشيراً إلى أن توثيق الدمار الذي اقترفه الإرهاب في حق التراث الإنساني، يسهم كثيراً في رفع الوعي والشعور بقيمة هذا التراث الحضاري "فمن دون هذا الوعي واستشعار أهمية هذا التراث غير المادي لا يمكننا الحفاظ عليه وحمايته من أيدي المخرِّبين والمتطرفين".

وأضاف سموه: "بقدر سعادتي بهذه الزيارة، فقد أحزنني ما شاهدته من صور في هذا المعرض، وبخاصة أنه يسلط الضوء على مدن أثرية عريقة مسجَّلة في لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني؛ مثل: حلب وتدمُر في سورية، والموصل في العراق، ولبدة الكبرى في ليبيا، حيث وقَعتْ هذه المدن التاريخية ومبانيها وآثارها تحت وطأة الجماعات المتطرفة، ودارت بين شوارعها وعلى جدرانها الصراعات والنزاعات". مشيداً بالمعرض الذي "استطاع أن يأخذنا في رحلة افتراضية، ومحاكاة واقعية فريدة، لمشاهدة حية وقريبة لهذه المدن التي تعرضت إلى التدمير وسرقة آثارها، ونجح المعرض في تعريف حجم الخسارة الكبيرة والفادحة التي مُنيت بها الإنسانية نظير هذا الإهمال وهذه الأفكار المتطرفة التي تخصصت في صناعة الدمار، وإشعال فتيل الصراعات أينما حلَّت وارتحلت".

وأضاف الفيصل: " إن المدن هي معالم وصور للإنسانية تعبر عن الحضارة، وتحمل في جنباتها التاريخ والتراث والآثار؛ لذلك هي أول ما تمتد إليها يد الإرهاب، وتعيث فيها فسادًا وتدميرًا، فالإرهاب لا دينَ له، ولا مدينةَ."

ويأتي تنظيم معرض "مدن دمرها الإرهاب" في إطار التعاون بين وزارة الثقافة ومعهد العالم العربي بباريس. ويستمر نشاط المعرض في المتحف الوطني بالرياض حتى 18 مايو 2019م، مقدماً رحلة باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي إلى مدن عربية تعرضت آثارها للتدمير بسبب الإرهاب، وذلك بهدف التوعية بأهمية الحفاظ على الكنوز الحضارية التي تمثلها الآثار والمواقع الثقافية.