محاضرة: تاريخ المدرسة الصولتية في مكة المكرمة

التاريخ: 2017-12-18

محاضرة عامة | | 2017-12-18

استضاف مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ماجد بن الشيخ رحمت الله مدير المدرسة الصولتية في مكة المكرمة، للحديث عن تاريخ المدرسة الصولتية، وذلك خلال محاضرة نظمها المركز مساء الاثنين 30 ربيع الأول 1439هـ الموافق 18 ديسمبر 2017، في قاعة المحاضرات بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس الإدارة، وعدد من المختصين والمهتمين بالشؤون التاريخية والثقافية.

وأوضح الشيخ رحمت الله، أن المدرسة الصولتية التي تأسست عام 1290هـ تعد من أقدم المدارس في مكة والجزيرة العربية، وذكر: "جدي الخامس رحمت الله وهو صاحب العديد من المؤلفات العلمية أسس المدرسة في المسجد الحرام، وعندما كثر الطلاب تبرع أحد المحسنين ببناء مدرسة في أحد أحياء مكة، ولم يسمها جدي باسمه بل اسم (المدرسة الهندية) وإن اشتهرت بمدرسة رحمت الله". وقد تبرعت سيدة هندية اسمها "صولت النساء" بجميع ما لديها من مال من أجل شراء مبنى المدرسة في 1291هـ فيما تم بناءها في حارة الباب بمكة عام 1292هـ، مع تبرعات خيرية أخرى كان تأتي من الهند وباكستان وإندونيسيا وأفريقيا، وتكفلت صولت النساء بالإنفاق على المدرسة طوال حياتها، ولذا سميت المدرسة بالصولتية نسبة إليها.

وأشار إلى أن المدرسة اهتمت في بداياتها بالقرآن والتجويد والترتيل والتحفيظ ثم تطورت إلى مواد أخرى والعلوم الشرعية، مبيناً أن طلابها تفوقوا في المرحلة الأولى من تأسيسها في القرآن وعلومه وبعدها تم الاهتمام بتعليم اللغة العربية وقواعد النحو والصرف للطلاب وأيضاً الفقه، وذكر أن رحمت كان الله هو رئيس المدرسين ومعه أربعة مدرسين آخرين فيما كان عدد الطلاب 75 طالباً، حيث تخرج 4 طلاب من المدرسة من حفاظ وقراء القرآن الكريم بعد حوالي ثلاث سنوات، كما أكمل 5 طلاب حفظ القرآن على رواية حفص، فيما انتقل 34 طالباً للصفوف العليا، مع زيادة عدد الطلاب والمدرسين.

وقال رحمت الله: "أسهمت مدرسة الصولتية وهي مدرسة أهلية خيرية مجانية لا تتقاضى رسوما من الدور في نشر العقيدة الصحيحة والمبادئ الدينية، واستقبلت الطلاب والأفواج من مختلف الدول الإسلامية، وتخرج منها القضاة والعلماء والشعراء ممن ساهموا في نهضة بلادهم فيما بعد، كما زارها الكثير من العلماء والمشايخ من العديد من البلدان. وكان لخريجي المدرسة من مكة دور بارز في خدمة الدين والمجتمع واشتهر منهم العديد من العلماء والفقهاء والشعراء وغيرهم ممن أسهموا في النهضة الثقافية والفكرية والدينية في مكة والجزيرة العربية".

وأضاف: "ازدهرت المدرسة وتطورت كثيراً فيما تقدم من علوم حيث كان لديها أقسام لتعليم العلوم الصناعية والزراعية والحرف اليدوية والتعليم الليلي وتعليم البنات، كما أسست أول وحدة صحية في مدارس المملكة أسست في مدرسة الصولتية وكان اسمها دار الشفاء وكانت تخدم الطلاب والمدرسين وأهالي المنطقة، واشتهرت المدرسة طوال تاريخها بتدريس وتحفيظ وتجويد القرآن الكريم وما يتعلق به من علوم ومعارف بجانب العلوم الفقهية والشرعية الشرعية".

وذكر مدير المدرسة الصولتية في مكة المكرمة، أن للمدرسة مكانة ودور متميز في التعليم وكان يقول لها في مكة "أزهر الحجاز"، موضحاً أن المدرسة ظلت سنوات دون أي تطوير أو تحديث بسبب قلة مواردها المالية ومع مرور السنوات بدأ زيادة الموارد وأعداد الطلاب والمدرسين وتوسعة المدرسة حيث أتاحت التبرعات من أهل الخير للشيخ رحمت الله التوسع في بناء المدرسة وقاعاتها ومكان لإقامة وسكن الطلاب، ولفت إلى أنه يوجد في الوقت الحالي وقف خاص بالمدرسة عبارة عن مباني تُستثمر أثناء موسم الحج والعمرة، وأبان أن طلاب المدرسة الصولتية حاليًا يحملون أكثر من ثلاثين جنسية في جميع المراحل التعليمية، وأكد أن هناك خطط مستقبلية لافتتاح كلية شرعية للدراسات الجامعية قريباً.